فصل: الفن الثالث عشر: المريء والمعدة وأمراضهما:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في صلابة الثدي والسلع والغدد فيه وما يعرض من تكعب عظيم عند المراهقة:

فإن مال الورم الظاهر بالثدي إلى الصلابة فما ينفع في الابتداء أن يضمد بأرز منقع في شراب أو يمرخ بقيروطي من دهن البنفسج وصفرة البيض وكثيرا فإن كان الورم صلباً طلي بقيروطي من الشمع ودهن الورد والقطران وماء الكافور وربما جعلوا فيه مرارة الثور وقد يعالج بورق العفص وربما جعلوا دردي المطبوخ العتيق أو دردي المطبوخ العتيق أو درديّ الخل يطلى به.
وأما السلع والغمد فيه فأجود دواء له أن يؤخذ ورق الخوخ الرطب وورق السذاب الرطب يدقان جميعاً ويضمد بهما.
وإن كان ذلك بقية عن تكعب المراهقة أو كان حادثاً بعد ذلك وعاصياً عن تحليل الأدوية فمن الواجب أن تبط حتى يبلغ الشحمة ثم يخرج وتخيط.

.فصل في دبيلة الثدي:

وإذا عرض في الثدي ورم جامع فمن الأدوية الجيدة في إنضاجها أن يؤخذ بزر الكتان وسمسم وأصل السوسن والميعة وبعر المعز وزبل الحمام والنطرون والريتيانج أجزاء سواء وعلى حسب ما توجبه المشاهدة لطوخ بالسيرج ودهن الخيري ومخ ساق البقر.
وإن شئت جعلت فيه المبيختج وإن احتجت إلى بط فعلت حسب ما تعلم.
يؤخذ النبيذ العفص وزن عشرين رطلاً ويجعل فيه من سماق الدباغين رطل ومن العفص غير النضيج نصف رطل ومن السليخة نصف رطل ومن جوز السرو رطل ينقع ذلك في الشراب ويترك عشرين يوماً ثم يطبخ ويساط بخشب من السرو حتى يذهب النصف ثم يمرس بقوة ويصفى ويعاد على النار حتى يثخن ولتكن النار لينة جداً ويحفظ في زجاجة. وهذا جيد لجميع القروح التي تعرض في الأعضاء الرخوة كالفمّ واللسان وغير ذلك ويمنع من الأكال ويصلحه.

.فصل فيما يحفظ الثدي صغيراً ومكسراً ويمنعه عن أن يسقط:

ويمنع أيضاً الخصي من الصبيان أن تكبر من أرادت منهن أن تحفظ ثديها مكسراً قللت دخول الحمام وكذلك الصبيان وهذا الدواء الذي نحن واصفوه جيد في ذلك المعنى.
ونسخته: أن يؤخذ من الاسفيداج وطين قيموليا من كل واحد درهمان يعجن بماء بزر البنج ويخلط بشيء من دهن المصطكي ويطلى به ويدام عليه خرقة كتان مغموسة بماء عفص مبرد وخصوصاً إذا كان مسترخياً.
وأيضاً مجربة النساء طين حر وعسل وإن جعل فيه أفيون وخبز بخل كان أقوى في ذلك وهذا الدواء الذي نحن واصفوه مما جرب.
ونسخته: أن يؤخذ من الطين الحر وزن عشرين درهماً ومن الشوكران وزن درهمين يتخذ منه طلاء بالخل.
أخرى: يؤخذ طين شاموس وأقاقيا وأسفيداج يطلى بعصارة شجرة البنج أو يؤخذ كندر وودع ودقيق الشعير يعجن بخل ثقيف جداً ويطلى به الثدي ثلاثة أيام.
أو يؤخذ: بيض القبج والزنجار والميعة والقليميا ويطلى بماء بزرقطونا أو يطلى بحشيش الشوكران كما هو يدق ويجمع بالخل ويترك ثلاثة أيام وإذا أراد أن يجف جعل عليه إسفنجة مغموسة في ماء وخل.
أخرى: يؤخذ عصارة الطراثيث وقشور الرمان ورصاص محرق بالكبريت من كل واحد ثلاثة دراهم شب يماني وأسفيداج الرصاص وعدس محرق من كل واحد درهم حلزون محرق قيسوم من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن بماء لسان الحمل ويطلى أو يؤخذ كمون مع أصل السوسن وعسل وماء ويترك على الثدي ثلاثة أيام أو يؤخذ أشف وشوكران ويجعل عليه ثلاثة أيام أو شوكران وحده تسعة أيام.
ومن الدعاوي المذكورة في هذا الباب أن يطلى بدم مذاكير الخنزير أو دم القنفذ أو دم السلحفاة فيما يقال أو يؤخذ زيت وشب مسحوق مثل الكحل ويجعل في هاون من الأسرب حتى ينحل فيه الرصاص ويدام التمريخ به وكذلك الطين الحرّ والعفص الفج يجمع بعسل ويطلى به الثدي وقشر الكندر وقشر الرمان مدقوقين يطلى بالخل.

.الفن الثالث عشر: المريء والمعدة وأمراضهما:

.المقالة الأولى: أحوال المريء وفي الأصول من أمر المعدة:

.فصل في تشريح المريء والمعدة:

أما المريء فهو مؤلف من لحم وطبقات غشائية تستبطنه متطاولة الليف ليسهل بها الجذب في الازدراد فإنك تعلم أن الجذب إنما يتأتى بالليف المتطاول إذا تقاصر وعليه غشاء من ليف مستعرض ليسهل به الدفع إلى تحت فإنك تعلم أن الدفع إنما يتأتّى بالليف المستعرض وفيه لحمية ظاهرة وبعمل الطبقتين جميعاً يتم الازدراد أعني بما يجذب ليف وبما يعصر ليف وقد يعسر الازدراد على من يشق مريئه طولاً حين يعدم الجاذب المعين بالخط والقيء يتم بالطبقة الخارجة وحدها فذلك هو أعسر وموضعه على الفقار الذي في العنق على الاستقامة في حرز ووثاقة وينحدر معه زوج عصب من الدماغ. وإذا حاذى الفقرة الرابعة من فقار الصلب المنسوبة إلى الصدر ثم جاوزها ينحى يسيراً إلى اليمين توسيعاً لمكان العرق الآتي من القلب ثم ينحدر على الفقارات الثمانية الباقية حتى إذا وافى الحجاب ارتبط به بربط يشيله يسيراً لئلا يضغط ما يمر فيه من العرق الكبير وليكون نزول العصب معه على تعريج يؤمنه آفة الامتداد المستقيم عند ثقل يصيب المعدة فإذا جاوز الحجاب مال مرة إلى اليسار على ما كان مال إلى اليمين وذلك العود إلى اليسار يكون إذا جاوز الفقرة العاشرة إلى الحادية عشرة والثانية عشرة ثم يستعرض بعد النفوذ في الحجاب وينبسط متوسعاً متصوراً فما للمعدة وبعد المريء جرم المعدة المنفسح وخلقت بطانة المريء أوسع وأثخن من أول الأمعاء لأنه منفذ للصلب وبطانة المعدة متوسطة وألينها عند فم المعدة ثم هي في المعي ألين وإنما ألبس باطنه غشاء ممتدا إلى آخر المعدة آتياً من الغشاء المجلل للفم ليكون الجذب متصلاً وليعين على إشالة الحنجرة إلى فوق عند الازدراد بامتداد المريء إلى أسفل.
وإذا حققت فإن المريء جزء من المعدة يتسع إليها بالتدريج وطبقتاه كطبقتي المعدة أدخلهما أشبه بالأغشية وإلى الطول وأخرجهما لحمي غليظ عرضي الليف أكثر لحمية مما للمعدة لكنه منه في وضعه واتصاله.
وأما أول الأمعاء فليس بجزء من المعدة بل شيء متصل بها من قريب ولذلك ليس يتدرّج إليه الضيق ولا طبقاته نحو طبقات المعدة ومع ذلك فإن جوهر المريء أشبه بالعضل وجوهر المعدة أشبه بالعصب وينخرط جزء من المعدة من لدن يتصل بها المريء ويلقى الحجاب ويتسع من أسفل لأن المستقرّ للطعام في أسفل فيجب أن يكون أوسع وجعل مستديراً لما تعلم فيه من المنفعة مسطّحاً من ورائه ليحسن لقاؤه الصلب وهو من طبقتين داخلتهما طولية الليف لما تعلم من حاجة الجذب ولذلك تتعاصر المعدة عند الازدراد وترتفع الحنجرة والخارجة مستعرضة الليف لما تعلم من حاجة إلى الدفع.
وإنما جعل الليف الدافع خارجاً لأن الجذب أول أفعالها وأقربها.
ثم الدفع يرد بعد ذلك ويتمّ بالعصر المتسلسل في جملة الوعاء ليدفع ما فيها ويخالط الطبقة الباطنة ليف مورب ليعين على الإمساك.
وجعل في الجاذب دون الدافع فلم يخلط بالطبقة الخارجة وأعفي عنه المريء إذا لم يكن الإسهال.
وجميع الطبقة الداخلة عصبي لأنه يلقى أجساماً كثيفة وإن الخارجة فقرها أكثر لحمية لتكون آخراً فيكون الهضم وفمها أكثر عصبية ليكون أشد حساً ويأتيها من عصب الدماغ شعبة تفيدها الحسّ لتشعر بالجوع والنقصان ولا يحتاج إلى ذلك سائر ما بعد فم المعدة وإنما تحتاج المعدة إلى الحس لأنها تحتاج أن تتنبّه إذا خلا البدن عن الغذاء فإنه إذا كان الطرف الأول حساساً كسّاباً للغذاء لنفسه ولغيره ولم يحتج ما بعده إلى ذلك لأنه مكف بتحمل غيره وهذا العصب ينزل من العلو ملتوياً على المريء ويلتف عليه لفة واحدة عند قرب المعدة ثم يتصل بالمعدة ويركب أشد موضع من المعدة تحدّباً عرق عظيم يذهب في طولها ويرسل إليها شعباً كثيرة ترتبط به تتشعب دقاقاً متضامة في صف واحد ويلاصقه شريان كذلك ويثبت من الشريان مثل ذلك أيضاً.
ويعتمد كل منهما على طي الصفاق ويتشنج من الجملة الثرب على ما نصفه.
والمعدة تهضم بحرارة في لحمها غريزية وبحرارات أخرى مكتسبة من الأجسام المجاورة فإن الكبد تركب يمينها من فوق وذلك لأن هناك انخراطاً يحسّ تمطيه.
والطحال منفرش تحتها من اليسار متباعداً يسيراً عن الحجاب لتداريه ولأنه لو ركب هو والكبد جميعاً مطاً واحداً لثقل ذلك على المعدة فاختير أن تركبها الكبد ركوب مشتمل عليها بزوائد تمتد كالأصابع وينفرش الطحال من تحت ومع ذلك فإن الكبد كبيرة جداً بالقياس إلى الطحال للحاجة إلى كبرها.
وكيف لا وإنما الطحال وعاء لبعض فضلاتها فيلزم أن يميل رأس المعدة إلى اليسار تفسيحاً للكبد فضيق اليسار وميل أسفله إلى فضاء تخلية للكبد من تحت فينفسح أيضاً مكان الطحال من اليسار ومن تحت فجعل أشرف الجهتين وهو فوق واليمين للكبد وأخسّهما المقابل لهما للطحال.
هذا وقد يدفيها من قدام الشرب الممتد عليها وعلى جميع الأمعاء من الناس خاصة لكونهم أحوج إلى معونة الهضم لضعف قواهم الهاضمة بالقياس إلى غيرهم.
وجعل كثيفاً ليحصر الحرارة رقيقاً ليخفّ شحمها فيكون مستحفظاً للحرارة من قدّام فإن الشحمية تقبل الحرارة جداً وتحفظها للزوجتها الدسمة وفوق الثرب الغشاء أي الصفاق المسمى باريطارون وفوقه المراق وعضلات البطن الشحمية كلها.
وهذان الصفاقان متّصلات من أعلاهما عند الحجاب متباينان من أسفلهما ومن خلفهما الصلب ممتدّاً عليه عرق ضارب كبير حار سبب حرارته كثرة روحه ودمه ويصحبه وريد كبير حار سبب حرارته كثرة دمه.
والصفاق من جملة هذه هو الغشاء الأول الذي يحوي الأحشاء الغذائية كلها فإنه خشّيها ويميل إلى الباطن ويجتمع عند الصلب من جانبيه ويتصل بالحجاب من فوقه يتصل بأسفل المثانة والخاصرتين من أسفل وهناك يحصل ثقبان عند الأربيتين وهما جريان ينفذ فيهما عروق ومعاليق وإذا اتسعا نزل فيهما المعي.
ومنافعه وقاية تلك الأحشاء والحجز بين المعي وعضل المراق لئلا يتخلّلها فيشوش فعلها ويشاركه أيضاً الأغشية التي في البطن المعلومة.
وفي الصفاق الخارج الذي هو المراق منافع فإنه يعصر المعدة بحركة العضل معها وتحريكها إياها فتتمدّد الجملة على أوعية فيها أجسام من حقها أن تدفع عصراً ما يعين على دفع الثفل.
وكذلك تعصر المثانة وتعين على زرف البول وتعصر الرياح النافخة لتخرج فلا تعجز الأمعاء وتعين على الولادة.
والصفاق يربط جملة الأحشاء بعضها ببعض وبالصلب فيكون اجتماعها وثيقاً وتكون هي مع الصلب كشيء واحد وإذا اتصل بالحجاب والتقى طرفاه عند الصلب فقد ارتبط هناك.
ومن هناك مبدأه فإن مبدأه فضل ينحدر من الحجاب إلى فم المعدة وتلقاه فضلة من المتصعّد منه إلى الصلب يلتقيان ويتكون من هناك الصفاق جرماً غشائياً غير منقسم إلى ليف محسوس بل هو جسم بسيط في الحسّ ويحتوي على المعدة وراء الصفاقين اللذين في جوهر المعدة ويكون وقاية للصفاق اللحمي الذي لها ويصل إلى المعدة ويربطها بالأجرام التي تلي الصلب وقد يكون له طي وصعود وانحدار.
وأغلظه أسفله وأيسره وله طبقة من مسترق عضل البطن مجلّلة وتحته الرقيق منه الذي هو بالحقيقة الصفاق وهو شديد الرقة ومنه ينبت الغشاء المستبطن للصدر ويفضل من منبت الصفاق فضل من الجانبين ينسج منه ومن شعب عرقين ضارب وغير ضارب ممتدين على المعدة جوهر الثرب انتساجاً من طبقتين أو من طبقات بحسب المواضع متراكبة شحمية يغشّي المعدة والأمعاء والطحال والماساريقا منعطفاً إلى الجانب المسطح وهذا الثرب مع تندئته منوط بها مناويط من المعدة وتقعير الطحال ومواضع شرياناته والغدد التي بين العروق المصاصة المسماة ماساريقا ومن المعي الاثني عشري لكن مناوطها قليلة وضعيفة وربما اتصل بالكبد وبأضلاع الزور اتصالاً خفياً.
وهذه المناوط هي المنابت للثرب وأولها المعدة وهذا الثرب كأنه جراب لو أوعى شيئاً سيالاً لأمسكه فإذا حققت فإن الجلد والغشاء الذي بعده- وهو لحمي والعضل الموضوعة في الطبقة الفوقانية من طبقات عضل البطن المعلومة- معدود كله في جملة المراق.
والطبقات السفلانية من طبقات عضل البطن مع الغشاء الرقيق الذي هو بالحقيقة الصفاق من جملة الصفاقات.
والثرب كبطانة للصفاق ظهارة للمعدة وهذه الأجسام كلها متعاونة في تسخين المعدة تعاونها في وقايتها وفي أسفل المعدة ثقب يتصل به المعي الاثني عشري وهذا الثقب يسمى البواب وهو أضيق من الثقب الأعلى لأنه منفذ للمهضوم المرقق وذلك منفذ لخلافه وهذا المنفذ ينضمّ إلى أن ينقضي الهضم ثم ينفتح إلى أن ينقضي الدفع.
واعلم أن المعدة تغتذي من وجوه ثلاثة: أحدها بما يتعلل به الطعام ويعد فيها والثاني بما يأتيها من الغذاء في العروق المذكورة في تشريح العروق والثالث بما ينصبّ إليها عند الجوع الشديد من الكبد دمّ أحمر نقي فيغذوها.
واعلم أن القدماء إذا قالوا فمّ المعدة عنوا تارة المدخل إلى المعدة وهو الموضع المستضيق الذي لم يتسع بعد من أجزاء المعدة التي بعد المريء وتارة أعلى المدخل الذي هو الحدّ المشترك بين المريء والمعدة.
ومن الناس من يسمّيه الفؤاد والقلب كما أن من الناس من يجري في كلامه فمّ المعدة وهو يشير إلى القلب اشتراكاً في الاسم أو ضعفاً في التمييز وهؤلاء هم الأقدمون جداً من الأطباء.
وأما بقراط فكثيراً ما يقول فؤاد ويعني به فم المعدة بحسب تأويل.